بسم الله الرحمان الرحيم ..
بعد موسم رهيب للبارسا, حقق فيه ثلاثية تاريخية, غبت لفترة بسبب الإمتحانات, حاولت أن أنسى فيها كل شيء, تمكنت من ذلك بعد معاناة, راجعت دروسي و حضرت للإمتحان خير تحضير, جاء اليوم
الأول من الإمتحان و مر بخير, اليوم الثاني و مر بسلام ... الحمد لله انتهى الإمتحان و انتهى التعب و التفكير العميق و إرهاق الدماغ, الآن ستبدأ صيفي, سأعود لأعيش فرحة فريقي المحبوب ..
لكن فجأة أجد نفسي فقدت تلك الأحاسيس الجميلة, أصبحت أجد نفسي بعيداً عن ما حصل طيلة الموسم, و كأنني نسيت الإحتفالات ..
ماذا سأفعل ؟ الفيديوهات ؟؟ لا لن تنفع !! ما المعمول الآن ؟
آه هي فقط وحدها القادرة على إرجاع لتلك الفترة, هي وحدها قادرة على إعادتي لعيش الموسم التاريخي من جديد, هي وحدها قادرة على تحريك أحاسيسي من جديد و محو آثار الإمتحانات من تفكيري ..
هي وحدها ViVa La ViDa قادرة على كل ذلك ..
عندما أستمع لها .. ينثابني إحساس غير عادي, شبيه بإحساس العاشق الولهان الذي يستمع لأغنية رومانسية و هو يتفكر معشوقته, فتتحرك مشاعره .. لديها أثر غريب عليّ, سمعتها طيلة الموسم, في ضراء الفريق قبل سراءه بعد ما أدركت أنها الأغنية المفضلة للفريق, و ما زاد تعميقها فيَ أنها بُثة في الملعب أثناء الإحتفالات .. و هي تُلخص كل ما حدث ..
الله يا له من إحساس .. أبدأ بالتفكير .. هذا الفريق هو الذي أنهى الموسم الماضي و أفضل ما حقق المركز الثالث في الدوري ..
بعد مشاكل إدارية و رياضية خانقة .. أنهى الموسم الذي تلاه بـ ثلاثية .. لاحظو الفرق ! من مركز ثالث مُحزن إلى ثلاثية تاريخية ..
استلقيت على الفراش .. و شغلت الأغنية و رفعت الصوت ..
أغمضت عيناي و بدأت أتذكر ..
/ النهاية و البداية ..
النهاية ..
الزمان و المكان و الحدث .. الحادي عشر من ماي ثمانية و ألفين .. مباراة مايوركا في الكامب نو
المباراة المشؤومة, القدر أبى إلا أن يُخرج رايكارد برأس مرفوع, البارسا متقدم بهدفين, فإذا به يتأخر بثلاثة مقابل هدفين, كيف حدثت ؟ الله أعلم ..
هذه المباراة شهدت دمع رايكارد, الشيء الذي ترك أثرا واضح و غصة في قلوبنا نحن الكوليس .. و كان سبباً رئيسياً من أسباب الثورة ..
أيضاً المناديل البيضاء في وجه لابورتا, عجلة من حدوث الثورة و التغيير .. الجماهير صبرت كثيراً .. لم يتغير شيء, فما كان عليها إلا أن تثور في وجه الفريق, علها تدفعه للتغيير المنشود .. ليس الفريق فقط .. بل النادي بشكل عام .. طالبوا الرئيس بالإستقالة ..
هي كانت نهاية لعهد رايكارد .. لكنها كانت بداية لعهد جديد ..
البداية ..
لابورتا وسط مطالبته بالإستقالة .. وسط ثورة الجماهير ضده, و خروجه أعداءه و الحاقدين عليه للظهور, وسط وجود خراف سوداء و أبقار مقدسة في الفريق, وسط مطالبة معظم إداريي النادي بـ جلب مدرب محنك, و خبير .. و أغلب الأصوات طالبت بـ البرتغالي التي ترك تشياسي, خوسي مورينيو ..
لم يفعل إلا ما يراه هو صحيحاً .. وضع الثقة في رجل شاب, و الذي يبدو أنه لا يعرف الكثير عن عالم التدريب, لم يُدرب إلا سنة واحدة في حياته .. و قد درب نادي في الدرجة الثالثة و صعد معه للدرجة الثانية باء, الفريق الرديف لبرشلونة .. الذي تغير إلى البارسا أتليتيك .. لم يُدرب فريقاً صغيراً أو متوسطاً حتى ..
صحيح أنه لا يعرف الكثير و ليس خبير بحكم عدم قضاءه لسنوات كثيرة في التدريب .. يعني هو عديم الخبرة .. لكن بين هذا و ذاك .. و رغم كل ذلك خرجت الفئة التي تُحب الخير للفريق .. وضعت ثقتها بالمدرب الشاب .. جوزيب غوارديولا قضى سنين طويلة في عالم كرة القدم و لعب تحت قيادة أكبر المدربين و كان هو العميد ..
لأقول أنه أخد منهم نقاط مهمة .. و استفاد من كل واحد منهم و أخد منه ميزاته .. لعب مع كرويف و الكرة الشاملة الهجومية .. لعب مع كابيلو ملك التكتيك و الكرة الدفاعية المغلقة, لعب مع روبسون مع فان غال إلخ ..
أبرز ما أكد أن بيب غوارديولا شخص خبيث و ذكي .. تصريحه الأول عند التوقيع معه ..
غوارديولا قال بالحرف الواحدة : " لا أعدكم بالألقاب هذا الموسم .. هذا الموسم فقط للبناء .. لكن أعدكم بفريق تفتخرون به "
بيب أزال عنه الكثير من الظغط بتصريحه هذا .. خطوة ذكية جداً من الحكيم ..
و في البداية كانت نهايات ..
أول خطوات بيب, إبعاد اللاعبين الذين هو ليس بحاجة إليهم و وضع نهاية لـ أيامهم في برشلونة .. ما كان على لابورتا إلا أن يُوافقه و يُحقق له كل ما يُريد ..
رونالدينيو ديكو إيتو أبرز من لا يريدهم .. نجوم الفريق و أبقاره المقدسة ..
خرج رونالدينيو ..
بعد أخد و رد, جائت نهاية روني في برشلونة بعد سنين قضاها في الكامب نو حقق فيها كل مايطمح له اللاعب المحترف من ألقاب فردية و جماعية, حان وقت الفراق لكل بداية نهاية, الحزين فقط هو أن نهايته كانت سيئة, اللاعب ضيع نفسه بنفسه .. خرج من الباب الخلفي لكن رغم ذلك بقي في القلب كأحد أفضل من مروا على الفريق .. انتقل رونالدينيو إلى الميلان ..
خرج ديكو ..
بعد أخد و رد ترك ديكو برشلونة, لاعب الوسط الميدان الرائع, يترك الفريق بأمر من غوارديولا .. القرار أحزن الكثيرين .. لكن عندما يتعلق الأمر بمصلحة الفريق .. يجب أن يتم قبول كل شيء .. نهاية ديكو أيضاً لم تكن سعيدة .. انتقل إلى تشيلسي ..
إيتو استمر ..
بعد أخد و رد .. إيتو لم يجد فريقاً .. و طلب بيب استمراره على شرط أن يُغير نفسه ..
إيتو انصاع لأوامر بيب .. و بدى عليه انظباط أكثر من دي قبل .. و حماس غير عادي لمصالحة الجماهير و محو الصورة السيء لإيتو من ذاكرتهم ..
تعاقدات ..
خرج بعض اللاعبين الآخرين .. و تغير بعض اللاعبين و فتحوا صفحة جديد .. كما جائت تعاقدات آلفيس, بيكي, كاسيريس, كييتا و هليب ..
بيكي انتقل بسهولة بحكم رغبة اللاعب و عدم تعنت فريقه, جاء بـ 6 ملايين يورو فقط, آلفيس انتقل بصعوبة و بعمل كبير من تشيكي و لابورتا .. رئيس إشبيلية أراد أن يأخد من النادي أكبر عدد ممكن من المال .. كانت الصفقة بـ 29 مليون يورو مع 6 ستُدفع بعد الفور بالألقاب ..
كاسيرس و كييتا و هليب أيضاً .. بمبالغ معتدلة ..
اقترب الموسم من بدايته, حان وقت مشاهدت البارسا من جديد .. بارسا بعهد جديد مع مدرب جديد و لاعبين جدد منهم الجديد حقاً و منهم الجديد الذي فتح صفحة جديدة ..
الكلاسيكو ..
جاء الكلاسيكو, جاء في وقت صعب .. بعد تعادل مع تشيلسي و قبل مباراة مصيرية مع الفريق اللندني في معقله الستامفورد بريدج .. قبل الكلاسيكو الصحف توقعت فوز مدريدياً .. بما أن الريال قادم من سلسلة من الإنتصارات .. فـمنذ الكلاسيكو لم يخسر الفريق المدريدي إلا نقطتين في مباراة الأتلتكو .. الفريق جيد جداً كما رآه أهل مدريد قبل الكلاسيكو ..
في الجهة الأخرى برشلونة متعب و مرهق أشد إرهاق .. فالمباراتان أمام فالنسيا و تشيلسي مروا بكل صعوبة على الفريق ..
بدأت المباراة .. و تقدم هيغوايين .. البيرنابيو اشتعل الريال متقدم و المهمة صعبة جداً على برشلونة .. الفارق أصبح نقطة واحدة, .. بعد وقت قصير, تعادل هنري ..
المباراة عادت لنقطة الصفر من جديد .. الحماس ظهر على الآزولغرانا .. و بعد دقائق, ضربة خطأ جانبية, تشافي يرفعها بويول بالرأس غوووووووول ..
هدف أكد بويول أنه مدروس و قد تدرب عليه مع بيكي و تشافي, و من أعاده سيرى ماذا فعل بيكي ليفسح الطريق للأسد ليُخرج كامل قوته الرأسية في الكرة, قبل بويول الشارة و كانت لقطة جميلة ..
... بعد خطأ من لاسانا تشافي يقطع الكرة, تذهب لميسي و ميسي يُسجل الثالث ..
لينتهي الشوط الأول .. وسط دهشة الجماهير الغفيرة التي حظرت المباراة .. برشلونة يُقدم كرته الجميلة المعهودة حتى في البرنابيو معقل الغريم ..
بدأ الشوط الثاني .. راموس يُسجل و يُقلص الفارق .. هنري مرة أخرى .. يُسجل فور تسجيل مدريد .. هدف للرهيب العجيب يجعل النتيجة 4-2 ..
البارسا تُقدم أرقى الفنون, و الجماهير المدريدية تُشاهد و تشهد على فريق تاريخي مرّ .. اسمه برشلونة لم يرحم لا كبيراً و لا صغيراً .. سجل ميسي بعد عمل رائع من المايسترو تشافي .. و تستمر السمفونية المعزوفة .. إلى أن اختتمها المدافع بيكي .. بعد خبث و ذكاء هيء لكانافارو و كاسياس أنه سيمرر للمستعد للتسديد ميسي, إلا أنه وضعها بنفسه في المرمى ..
و ينتهي الكلاسيكو .. الذي سيبقى في الذاكرة .
/ مرحلة الحصاد ..
الكأس ..
بُعيْد التأهل لنهائي روما, كانت العودة للبطولتين المحليتين .. مباراة مع فياريال تأجلت الإحتفالات بموجبها لتكون احتفالات ثنائية إذا ما فاز البارسا بالكأس أمام بلباو ..
جاء يوم المباراة .. جماهير بلباو دعمت فريقها حتى الموت .. المباراة الأولى لبرشلونة في نهائي الكأس منذ 11 سنة, أول نهائي سيلعبه برشلونة منذ 2006 نهائي باريس .. اقترب وقت المباراة .. خرجت التشكيلة الرسمية و بيب مرة أخرى يعتمد على توري كـقلب دفاع مع ..
المباراة تشهد غياب هنري و إنييستا .. المأمورية صعبة فـفريق أسود الباسك يلعب للحياة أو الموت .. ليس لديه ما يخسر بطولة وحيدة يريد أن يخرج بها هذا الموسم .. إتشيبيريا يريد اختتام مشواره بقلب قبل الإعتزال .. بدأت المباراة و الملعب أحمر و أبيض .. جماهير الباسك غطت الملعب ..
تقدم لاعب بلباو للفريقه من ضربة رأسية .. في مرمى بينتو .. استمرت المباراة .. توري بعد مجهود فردي رائع, يُفرغ رجله اليُمنى في الكرة لتذهب أرضية في الزاوية اليُسرى للحارس إرايثوث .. في الشوط الثاني ظهرت سيطرة البارسا الواضحة, إلى أن يُسجل ميسي الهدف الثاني, تلاه هدف بويان بحرفنة كبيرة .. و اختتمها المايسترو تشافي بضربة حرة في المقص العلوي الأيسر لمرمى الحارس إرايثوث ..
و بعد انتهاء المباراة سلم الملك خوان كارلوس الكأس الغالية للعميد كارلوس بويول ..
الميستايا شهد أول تتويجات البارسا في موسم 2008/09 ..
13 / 05
بعد مباراة الكأس الشيقة هذه, سنعود للدوري مرة أخرى, في مباراة خارج الديار أمام مايوركا لعبها غوارديولا بـ الفريق الرديف مع إيتو و آلفيس و بعض الاعبين الذين لم يفوزوا بدقائق كثيرة مثل غودي و هليب, و بعد أن كان البارسا متقدم, تعادل مايوركا و فاز بهدفين .. شيء عادي تحصيل حاصل ..
في انتضار مباراة الأحد أمام أوساسونا .. المباراة التي ستشهد الإحتفالات بالثنائية الغالية ..
الليغا ..
المباراة مع أوساسونا الذي يُصارع على البقاء في دوري الأضواء, كانت مهمة و منتظرة و عرفت حضوراً جمهيرياً غفيراً, ليس لشيء لكن فقط لمشاهدة الإحتفالات ..
احتفالات الفوز بالليغا ثم الثنائية, البارسا دخل المباراة فائزاً بالليغا حيث انهزم الريال أمام فياريال, و بـهذف كابديفيا أعلن الإحتفالات في الرامبلا دي كاناليتاس ..
كل من كان في الإحتفالات هناك, انكب على الكامب نو بعد ليلة لم يعرفوا فيها النوم .. الفرحة عارمة ..
المباراة بدأت و انتهت بهدف وحيد لأوساسونا, مع نقطة سوداء و هي الطرد المجحف في حق الشاب صاحب الـ 16 عاماً فقط, مونييزا الشيء الذي كان سبباً في مصاحبته الفريق لـروما ..
بعد اتنهاء المباراة فوراً سلم رئيس الإتحاد الإسباني فيار القائد بويول البطولة الغالية ..
الكامب نو يشهد ثاني تتويج للبارسا 2008/09
23 / 05
دوري أبطال أوربا ..
النهائي .. ملحمة eL EsTadio OLímPiCO ..
FC.Barcelona Vs Manchester.UTD
بعد كل الإحتفالات, كان لا بد من الرجوع للتركيز المطلوب .. أمامنا مباراة هامة جداً, مباراة الموسم, المباراة القادمة هي مباراة اللامنطق, الفوز بها يعني الخلود .. يعني أنك أفضل من عليها و أفضل من مر عليها منذ بدإ الخليقة .. مباراة كبيرة جداً .. كبيييرة ..
المباراة اقتربت و البارسا يُعاني من غيابات .. هنري إصابته تستمر و مشاركته في النهائي صعبة و إنييستا أيضاً .. في الدفاع, آلفيس و أبيدال لم تُقبل الإستئنافات بشأنهم .. ماركيز يظل غائباً ..
رغم كل ذلك .. هنري و إنييستا سيلعبون, خرج التصريح الطبي بمشاركتهم في المباراة .. رغم عدم شفائهم بشكل تام ..
مباراة الخبرة و الشباب .. بيب يُواجه فيرغي الذي بدأ التدرب قبل أن يبدأ الأول لمس الكرة مع الفريق الأول ..
لا يفصل برشلونة على الثلاثية التاريخية إلا مباراة واحدة ..
المباراة شهدت سيطرة تامة لبرشلونة, الذي لعب كما يلعب دائماً .. الكرة الهجومية حتى عيوب الدفاع و نقصه لم يظهر .. إيتو سجل في الدقيقة العاشرة تقريباً بعد تمريرة ذهبية من لدون آندريس الذي لعب مصاباً .. استمرت المباراة على نفس الحال, برشلونة يلعب كرته الجميلة .. لم يمنعه شيء من ذلك .. حتى أفضل نادي في العالم الموسم الذي سبق بدى كفريق عادي أمام هذا الإعصار الكثلاني ..
بدأ الشوط الثاني و الأمور ما زالت كما هي إمتاع إطراب من برشلونة كووورة البلاي ستايشن ملعوبة في الإستاديو أولمبيكو أمام الشياطين الحمر ..
ميسي يطلق رصاصة الرحمة .. و يقتل الشياطين ..
نعم الثلاثية الآن لم تعد حلم .. بل أصبحت حقيقة ..
و في يوم الإحتفالات بالثلاثية .. تجول الفريق بالكؤوس الثلاث في مدينة برشلونة, وسط الملايين من الجماهير .. و في النهاية عادوا إلى الكامب نو و احتفلوا .. و اختتموها في الملعب بـ أغنية ViVa La ViDa ..
و هكذا تنتهي قصة فريق .. هو أفضل ما مرّ في التاريخ ..
انتهت الأغنية و كدت أن أنام .. سأقوم لأعيد تشغيلها من جديد ...